ترجمة رواية
حول العالم في 80 يوم
Around the world in 80 days by jules Verne
وهذه من احد اجمل واروع الروايات لجول فيرن التي قراتها



بدأت الأحداث في مدينة لندن عام 1872 , حيث كان يعيش ((مستر فيلياس فوج )) وهو رجل ثرى .. انجليزي الطبع والسلوك … وعضو بنادى ((الاصلاح )) الذى كان يقضى فيه معظم أوقاته . 
كان يعيش وحيدا دون زوجه أو ولد .. حياته منظمه ودقيقه مثل الساعة المضبوطة .. وكان حازما في قرارته لدرجه أنه طرد خادمه بسبب غلطه قد تبدو بسيطه .. فقد أحضر الخادم له ماء ساخنا درجه حرارته 84 مئويه بدلا من درجه 86 مئويه وهى الدرجه التى يفضلها . 
وفي بيته النظيف الهادئ جلس ((مستر فوج ))على مقعد مريج منتظرا قدوم الخادم الجديد … وفي الموعد المحدد بالضبط دخل الخادم وقدم نفسه . وقال انه فرنسى واسمه ((جان باسبارتو )) .. وانه اشتغل من قبل في اعمال كثيرة فقد كان يغنى في الشوارع .. ويلعب الأكروبات .. ويرقص على الجبل…. وعمل أيضا .. كضابط في فرقه المطافئ في باريس .. وإنه يود الآن ان يعمل خادما في بيت أحد الساده الإنجليز , المعروفين بالانضباط والحياه الهادئة . 
وفي دقائق قليله وافق ((مستر فوج )) على تعيين باسبارتو وترك له البيت وانصرف كعادته إلى النادى …. 

وتناول مستر فوج غداءه في الموعد المعتاد … ثم ذهب الى صاله القراءة والمطالعة وقرأ عدة جرائد إنجليزية مع معينه ثم انضم بعد ذلك الى مجموعه من أصدقائه الأعضاء في نادى الاصلاح . 
دار الحديث بين الاصدقاء في البدايه حول حادث السرقه المنشور بالصحف حيث تمكن احد اللصوص من سرقه مبلغ 55 ألف جنيه استرليني من احد بنوك لندن واستطاع ان يفر دون ان يتم القبض عليه … وتداول الاصدقاء في امكانيه هروب اللص بالمبلغ الذى سرقه بعد ان يخرج من انجلترا ويتجه الى مكان اخر في هذا العالم .
ولذلك فقد انتهى الحديث الى امكانيه السفر حول العالم .. وقال بعضهم ان الاختراعات الحديثه كالسفن السريعه وقطارات السكك الحديدية قد تساعد في امكانيه الدوران حول العالم في ثلاثه شهور على اقل تقدير . 

ولكن مستر فوج كان له رأي مخالف .. فقد أمسك بقلمه وكتب على ورقه البيانات التالية: 
7 ايام للسفر من لندن الى السويس (بالقطار والسفينه ) -13 يوما بالسفينه من السويس الى بومباى – 3 ايام من بومباى الى كالكتا – 13 يوما بالسفينه من كالكتا الى هون كونج -6 ايام بالسفينه من هونج كونج الى يوكوهاما باليابان -22 يوما بالسفينه من يوكوهاما الى سن فرانسسكو بأمريكا -7 ايام بالقطار من سان فرانسسكو الى نيويورك -9 ايام بالسفينه من نيويورك الى لندن .. وبذلك يكون المجموع (((80 يوما ))) فقط وليس ثلاث شهور كما يقول الأصدقاء . 

وهناك من قال من احد الاصدقاء ان ذلك مستحيل .. وانه يراهن بأربعه آلاف من الجنيهات على صحه رأيه في ان الرحله حول العالم تستغرق زمنا اكثر من ثمانين يوما التى حددها مستر فوج .. ولكن مستر فوج تمسك برأيه وقبل الرهان .. بل وأضاف بأنه يراهن أيضا بمبلغ عشرين ألف من الجنيهات لكى يثبت لهم ان في استطاعته ان يقوم برحله حول العالم في ثمانين يوما فقط ,, ودون ايه زياده ولو دقيقه واحده … وذلك بشرط واحد هو ان يدفع له الاصدقاء تكاليف هذه الرحله اذا نجح في القيام بها في الوقت الذى حدده وقبل الاصدقاء هذا الرهان . 
وحسم مستر فوج الامر بقوله انهم في يوم الاربعاء 2 اكتوبر وفي الساعه التاسعه إلا ربع من مساء هذا اليوم سيقوم قطار من لندن الى دوفر وانه سيبدأ رحتله حول العالم بهذا القطار وعليه ان يعود الى لندن بعد ثمانين يوما اى في 21 ديسمير الساعه التاسعه إلا ربعا …. 
واندهش الاصدقاء من سرعه القرار الذى اتخده مستر فوج وخصوصا وان الساعه قد بلغت السابعه مساء ولم يبق سوى ساعه واحده وخمس واربعين دقيقه على تحرك القطار ولذلك فقد نصحه الاصدقاء بأن يسرع الى بيته ليستعد للسفر ولكنه قال لهم انه ليس بحاجه الى الاستعداد لانه مستعد دائما وفي كل وقت . 
وعندما وصل مستر فوج الى بيته وطلب من خادمه باسبارتو ان يجهز حقيبه السفر وان يستعد للسفر معه الى رحله حول العالم واندهش الخادم طبعا من هذا القرار المفاجئ ولكنه رضخ لهذا الامر السعيد . 

وكانت الحقيبه لا تحتوى إلا على بعض ملابس النوم الليليه ووضع فيها مستر فوج مجموعه من الأوراق الماليه تقدر بعشرين ألف جينه وطلب من باسبارتو ان يحافظ على الحقيبه جيدا لان هذا المبلغ سيساعدهما في الصرف على تكاليف الرحله . 
وفي الساعه الثامنه واربعين دقيقه وصل الاثنان الى محطه السكك الحديدية ليستقلا القطار الذاهب الى دوفر .. وعلى رصيف القطار جاء اصدقاء مستر فوج الخمسة الذين راهنوا وتراهن معهم .. وقال لهم مستر فوج قبل ان يودعهم انه سيقوم بختم سفره من القناصل البريطانيين في كل بلد يصل إليه ليثبت لهم مروره على هذا البلد . 
وفي الساعه التاسعه إلا ربعا بالضبط .. تحرك القطار .. وبدأت رحله مستر فوج وخادمه باسبارتو حول العالم ... 
وصلت السفينه منغوليا التى كان يستقلها مستر فوج وخادمه باسبارتو الى ميناء السويس بعد سبعه ايام من بدايه الرجله .
وفي احد مكاتب الميناء دار حديث بين القنصل البريطانى ومخبر سرى بريطانى إسمه مستر فيكس وكان لدى هذا المخبر فكره غريبه هى ان اللص الذى سرق المبلغ الكبير من احد بنوك لندن سيهرب بهذا المبلغ الى أمريكا ولكنه لن يهرب عبر الطريق المعتاد من انجلترا الى امريكا بعبور المحيط الاطلنطى وانما سيضلل الشرطه والمخبرين السريين الذين يتعقبونه وسيذهب الى امريكا عن طريق الشرق مرورا بالهند واليابان وعبورا للمحيط الهادئ حتى يصل الى امريكا . 
وكان مستر فوج اثناء وجود السفينه بميناء السويس قد ارسل جواز سفره مع خادمه باسبارتو ليختمه من القنصل البريطانى وفي مكتب القنصل تقابل باسبارتو مع المخبر السري مستر فيكس الذى وجه للخادم بعض الاسئله أجاب عليها الخدام بكل صدق وبساطه وبسبب هذا الاجابات رسخت في ذهن المخبر السرى ان لص البنك هو نفسه مستر فوج الذى يركب السفينه منغوليا التى ستتوجه الى مينا بومباى بالهند بعد مغادرتها لميناء السويس . 
ولذلك فقد طلب المخبر السري من القنصل البريطانى ان يصدر امرا بالقبض عليه ولكن القنصل اعتذر بأن الامر خارج اختصاصه ومن المتعي على المخبر ان يستصدر الامر بالقبص على السارق من رئاسه الشرطة بلندن . 
ولما كانت السفينه على وشك مغادرة السويس فقد طلب المخبر من القنصل ان يرسل برقيه عاجله الى رئاسة الشرطه لكل ترسل له امر القبض على لص البنك في ميناء بومباى وهكذا ركب المخبر السرى السفينه من ميناء السويس متوجهه الى ميناء بومباى بالهند . 
وفي اثناء الرحلة البحرية تقرب المخبر السرى مستر فيكس من الخادم باسبارتو وعرف منه الكثير من المعلومات عن سيده مستر فوح عرف انه ذاهب في رحله حول العالم في ثمانين يوما كما عرف ان لدى مستر فوح نقودا كثيرة من الاوراق المالية الجديدة وانه ينفق امواله ببذخ وكانت هذه المعلومات كافيه تماما لتأكيد الفكره التى شغلت ذهن المخبر وهى ان مستر فوج هذا هو اللص الذي سرق البنك وانه ينوى الهروب بغنيمته الى امريكا عن طريق الشرق وانه يضلل الشرطه بحكاية الرهان مع بعض الاصدقاء على امكانيه الدوران حول العالم بثمانين يوما . 
وصلت السفينه منغوليا الى ميناء بومباى قبل موعدها بيومين ففرح مستر فوج بذلك .. وعلم ايضا ان هناك قطارا يغادر بومباى متوجها الى كالكتا بشرق الهند في الساعه الثامنة من مساء نفس اليوم .. ولما كانت الساعه الرابعه والنصف عصرا فقد وجد باسبارتو متسعا من الوقت للتجول في الشوارع القريبه من ميناء بومباى . 
وبطبيعه الحال فقد كان اول عمل قام به المخبر السرى مستر فيكس هو التوجه الى الشرطه بميناء بومباى ليسأل عن وصول أمر القبض على لص البنك الذى طلبه من رئاسة الشرطه بلندن .. وعندما علم بأن هذا الأمر لم يصل بعد فقد قرر مستر فيكس ان يتعقب مستر فوج أينما يذهب حتى ولو ذهب معه إلى آخر العالم وسوف يقبض عليه في النهاية .. 
ولسوء الحظ فقد ارتكب باسبارتو مخالفه خطيره أثناء تجوله في شوارع بومباى حيث دخل _ دون ان يخلع حذاءه _ إلى احد المعابد الهندية المحرم دخولها على الأجانب .. وهناك قبض عليه رجال الدين وأوسعوه ضربا وفقد حذاءه وقبعته ومع ذلك فقد استطاع اللحاق بسيده في الدقائق الأخيرة قبل تحرك القطار من بومباى الى كالكتا ... 
وفي أثناء رحله القطار الطويله تعرف مستر فوج وخادمه على ضابط بريطانى يعمل بجيش الاحتلال بالهند واسمه سير فرانسيس كرومارتى ... 
وقرب منتصف الطريق توقف القطار وكان على جميع المسافرين ان ينزلوا من القطار ليأخذوا أية وسيله اخرى للسفر الى مدينه الله أباد التى تبعد نحو خمسين ميلا وهناك عليهم ان يأخذوا قطار اخر ليواصلوا رحلتهم الى ميناء كالكتا . 
وحتى لا يضيع مستر فوج كثيرا من الوقت في التغلب على هذه المشكله اشترى فيلا ضخما ليواصل به الرحله الى الله أباد واستأجر رجلا هنديا ليقود الفيل عبر الطريق ودعا مستر فوج الضابط الانجليزي ليركب معه ...
وسار الفيل بركابه في طريق متعرج شاق عبر الغابات ذات الاشجار الكثيفه وبينما كانوا يستريحون قليلا من عناء الرحلة شاهدوا جنازة رهبيه لأحد أمراء الهنود كان يشترك فيها كثير من رجال الدين الهندوس الذين كانوا يمارسون طقوس السوتي وهى طقوس دينية هندية قديمة كانت تقتضي بإحراق الزوجة في نفس المحرقة التى تحرق فيها زوجها المتوفى .
وشاهدوا الزوجة المسكينه وهى تسير شبه مخدورة وراء جثمان زوجها الأمير الهندى وبالرغم من حاله الرعب والارهاق فقد كانت الزوجه صغيره في السن وذات جمال طاغ .. ولذلك فقد قرر الجميع أن يفكروا في كيفية انقاذ هذه الفتاة الصغيرة الجميلة من أن تصبح طعمة للنيران التى سيحرقون بها زوجها .
وفكروا في أكثر من خطه .. وفشلت جميع خططهم .. عدا الخطه الماكره التى دبرها الخادم باسبارتوا ونفذها حيث استطاع الدخول الى المعبد وحمل الفتاة المخدورة وهرب بها الى اصحابه الذين اسرعوا بركوب الفيل والانطلاق به في دروب الغابة بأقصى سرعة ...
كان المخبر السرى مستر فيكس قد وصل الى كالكتا قبل وصولهم بنجو عده ساعات وهناك دبر قضيه لإعاقه هروب مستر فوج وخادمة استناداً الى الجريمة التى ارتكبها الخادم بدخوله الى المعبد الهندى في بومباى دون ان يخلع حذاءه ... وحكم القاضي على الخادم بحبسه لمده أربعة عشر يوماً كما حكم على سيده مستر فوج بالحبس لمده سبعة أيام .
وفشلت القضيه بعد أن قام مستر فوج بدفع كفاله قدرها ألفين من الجنيهات لإطلاق سراحهما .. وهكذا تخلص مستر فوج من هذه المشكله . 
وكانت ((عوده)) في صحبتهما اثناء نظر القضية وفرحت بالإفراج عن صديقيها وربت مستر فوج على ذراعها وأخبرها بأنه سيصحبها معهما الى هونج كونج حتى تجد مكانا آمنا بعيدا عن الهنود الذين يتعقبونها .. 
وعلى الفور قرر مستر فوج أن يركبوا سفينة إسمها رانجون كانت على وشك الإقلاع من كالكتا إلى هونج كونج ...الامر الذى دعا المخبر السرى أن يركب نفس السفينه حتى لا يفلت منه اللص الذى سرق البنك . 
وانطلقت السفينه في طريقها البحرى المعتاد .. مروراً بمضيق مالاكا الذى يفصل بين سونكره والملايو .. وتوقفت بعض الوقت في سنغافورة لتتزود بالوقود ..وهبت رياح ساعدت السفينه على الانطلاق بأقصى سرعة في الاتجاه الصحيح .. ولكن الرياح اشتدت بعد ذلك وهبت من الناحية المعاكسة وقلت سرعة السفينة الى حد كبير .. ومع ذلك فقد وصلت السفينه الى هونج كونج متأخره عن موعدها . 
كانت الفتاة عودة تظن ان لها عماً يعيش في هونج كونج ويمتلك متاجر هندية كبيرة .. ولكن بعد ان قام مستر فوج بالسؤال عن عنوان هذا العم قالوا له ان هذا التاجر الهندى الثرى قد رحل من هونج كونج ليعيش في أوروبا بعد ان كون ثورة كبيرة وبذلك لم يعد هناك مناص من ان يصطحب مستر فوج الفتاة عودة معه إلى نهايه الرحلة . 
وبعد عده مغامرات غير متوقعة وصل الجميع الى ميناء يوكوهاما باليابان ومن هناك استقلوا سفبنه جنرال جرانت الذاهبة الى ميناء سان فرانسسكو بأمريكا واخذ مستر فوج يحسب الوقت المتبقى من الثمانين يوما وتبين له ان بامكانه ان يصل الى لندن في العشرين من ديسمبر اى قبل اليوم المتفق عليه في الرهان وهو اليوم الحادى والعشرون . 
 
وبعد ان وصلوا الى سان فرانسسكو استقلوا القطار الذاهب إلى نيويورك في رحلة طويلة تقطع امريكا من غربها الى شرقها ويبلغ طولها نجو 3786 ميلا وتستغرق سبعه أيام وكانت الرحلة شاقة حافلة بالمغامرات الخطيرة تخللها عبور جسر على وشك الانهيار ومرور قطعان الجاموس الوحشى التى عطلت سير القطار كما أوشك مستر فوج على الدخول في مبارزه لولا حدوث هجوم على القطار وركابه قامت به قبائل الهنود الحمر .. وكانت من نتيجه هذا الهجوم اختفاء الخادم باسبارتوا حيث اشترك في حسابات وقت الرحلة وقد ادى ذلك الى عدم اللحاق بالسفينه التى ابحرت من نيويورك متجهة الى ميناء ليفربول بانجلترا قبل وصولهم بنجو خمس وأربعين دقيقة . 
وشعر الجميع باليأس عدا مستر فوج الذى ظل محتفظاً بثباته وهدوء أعصابه .. فقام بالتعاقد مع أحد قباطنة السفن على شراء سفينته هنريتا للإبحار بها عبر المحيط الأطلنطي للوصول إلى ليفربول في الوقت المناسب 
وكما توقع فقد حدثت عدة متاعب أثناء رحلة السفينة ونفذت كميات الفحم اللازمة لتشغيل الفرن وتوليد البخار الازم لمكينات السفينة واضطروا عندئذ الى إحراق جميع المنشآت الخشبية وكل الأشياء القابلة للإحراق حتى يستمر تزويد السفينة بالبخار .
وما ان وصل الجميع سالمين الى ميناء ليفربول حتى حدثت مفاجاة غير متوقعة فقد قام المخبر السرى مستر فيكس بالقاء القبض على مستر فوج بأسم القانون وباعتباره اللص الذي سرق أموال البنك وقد أدى هذا الى ضياع وقت طويل أفسد جميع حسابات وقت الرحلة .
ثم قام مستر فيكس بالإفراج عن مستر فوج بعد أن تبين له انه ارتكب خطأ جسيماً في اتهام مستر فوج بسرقة البنك ... نظرا لأن الشرطة قد قبضت منذ ثلاثة ايام على اللص الحقيقي الذى اعترف بسرقة البنك .
وبالرغم من محاولات مستر فوج في استئجار قطار خاص للذهاب به من ليفربول إلى لندن قبل انقضاء موعد الرهان المتفق عليه .. وبالرغم من السرعة الكبيرة التى سار بها القطار في رحلتة فقد وصل القطار إلى لندن في الساعة التاسعة الا عشر دقائق .. وكان معنى ذلك ببساطة أن مستر فوح قد خسر رهانه مع أصدقائه من أعضاء نادى الإصلاح !
وعاد الجميع إلى بيت مستر فوح بلندن .. وحاول مستر فوح أن يعتذر للفتاة عودة بأنه قد اصبح فقيرا بعد ان خسر كل شيء وأنه لن يستطيع أن يضمن لها إقامة طيبة في لندن .. ولكنه فوجئ بأن عودة تعترف له بأنها احبته من كل قلبها ولا تستطيع ان تتحمل فراقه ...وعندئذ اعترف مستر فوج بأنه يبادلها حباً بحب .. واتفق الحبيبان على الزواج .
وفي مساء اليوم التالى وكان يوم الاحد و وفقا لحسابات الزمن التى اجراها مستر فوج في دفتر احوال الرحلة آمر مستر فوج خادمه باسبارتوا بالذهاب الى الكنيسة ليتولى الاتفاق مع القس على عقد الزواج في اليوم التالى ..
ولكن عندما وصل باسبارتو الى الكنيسة اكتشف مفاجأة مذهلة .. اكتشف ان اليوم هو الحادى والعشرون من شهر ديسمبر وليس اليوم الثاني والعشرين كما كان يظن هو وسيده وعندئذ أطلق باسبارتو ساقيه للريح عائداً إلى بيت سيده ليخبره بهذا الاكتشاف السعيد .. 
وهناك ادرك مستر فوح انه أخطا في حساب الزمن الحقيقي الذى استغرقته الرحله .. فقد بدأت الرحله بالاتجاه نحو الشرق اي عكس انجاه الشمس ومعنى ذلك ان الزمن يصبح أقصر بأربع دقائق كلما عبروا درجه من خطوط الطول الثلاثمائة والستين التى تقيم الكرة الارضية طولا . 
إذن .. فما زال هناك أمل في كسب الرهان .. ومازالت هناك بضع دقائق يستطيع ان يكون مستر فوح في نادى الإصلاح في الموعد الذى حدده في رهانه بالضبط ... 
وكان الأصدقاء المتراهنون متجمعين في النادى وهم يعدون الدقائق والثواني .. وكلما مرت ثانية واحدة ازداد أملهم في كسب الرهان .. ولكن بينما كانت الساعة التاسعة إلا ربعا .. دخل عليهم مستر فوج قائلا :: هأنذا ...!
وهكذا كسب مستر فوج رهانه ... وتزوج الفتاة عودة .. وكان أسعد الناس بذلك هو وخادمة المخلص باسبارتو ...!